روابط مصاحف م الكاب الاسلامي

روابط مصاحف م الكاب الاسلامي
 

الجمعة، 3 يونيو 2022

اللباب في تسلية المصاب - مجلة الحکمة المؤلف أبو الحسن على بن أيوب المقدسي المتوفى سنة 748 هـ

اللباب في تسلية المصاب المؤلف أبو الحسن على بن أيوب المقدسي

 

سلسلة بحوث وتحقيقات مختارة من مجلة الحكمة   (29)

 

تصنيف

 

اللباب في تسلية المصاب لأيي الحسن بن أيوب بن منصور المقدسي

 

المتوفى سنة 748 هـ

 

تحقيق وشرح وتعليق

 

الحمد لله حمدًا كثيرًا، والصلاة والسلام على خير الأنام، وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد:

 

فإن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان في هذه الحياة، ووضعه في مواقف الاختبار، فينعم عليه طالبًا منه الحمد على نعمه والشكر له، ويبتليه طالبًا منه الصبر على ما أصابه، وفي الحالتين؛ حالتي الشكر والصبر فضل كبير وأجر عظيم.

 

ونعم الله كثيرة، لا يستطيع إنسان، مهما أوتي من القدرة، أن يحصي هذه النعم، لكننا  نستطيع أن نقول: إن ما يصيب الإنسان من المحن والبلايا والأرزاء من أجلّ نعم الله علينا، وأجلَ هذه الأرزاء الموت، ففيه الراحة من عناء هذه الحياة الدنيا التي حُفّت بالمكاره، لمن جاءه الموت، واختطفه، وفيه الأجر العظيم، لمن فقد عزيزًا عليه، إن احتسبه عند الله وصبر.

 

وليس هدفنا هنا أن نعدّد ذاكرين فوائد الموت، وإنما أردنا  مما ذكرناه، أن في كل شيء خيرًا للإنسان المؤمن بربه، وبقضائه وقدره، بين يدي كتاب تراثي، وجدنا فيه خيرًا لذلك، أردنا أن نخرجه بصورة واضحة بينّة، كما كانت صورته يوم خطه مصنفه، وما ذلك إلا لأن فيه تسلية لمن أصيب برزء، وفيه تخفيف من وقع مصيبة قد تحل، مهما كان نوع هذه المصيبة.

 

فبالصبر يصل المرء إلى رضوان الله، وخاصة الصبر على فقد الابن بالموت، وما ذلك إلا لأنّ الموت نهاية مطاف الإنسان في الحياة الدنيا، ينتقل به إلى الحياة الأخرى، التي من أهم خصائصها الخلود.

 

وللدعوة إلى الصبر كتب أبو الحسن علي بن أيوب بن منصور المقدسي هذه الرسالة الصغيرة حجمًا، الكبيرة نفعًا، ليدغدغ بها فوح الإيمان، وشذا الصبر، على تقبل مصيبة فقد الأولاد، من خلال ما أورده فيها من آيات وأحاديث نبوية، وآثار عن السلف الصالح، وفضل الصبر على المصائب، وما ينبغي علينا أن نقوله يوم تحلّ المصيبة، ثم ذكر الأحاديث التي تزجرنا وتنهانا عن تلقي المصيبة بالجزع، أو بالأعمال التي تطمس بذرة الإيمان، أو تنشر في نفوسنا عدم اليقين بقضاء الله، أو عدم الرضا بقدره. ثم ختمها ببعض مواقف السلف الصالح عند تلقي المصائب، وبيان مدى صبرهم تجاهها.

 

كتب المصنف في هذا الموضوع رسالتين:

 

الأولى: اللباب في تسلية المصاب، ذكره له حاجي خليفة، في كشف الظنون: 1542، قال: اللباب في تسلية المصاب، للعلامة علاء الدين علي بن أيوب القدسي الشافعي، في أوراق.

 

الثانية: فوائد المصاب، ذكرها له حاجي خليفة، في كشف الظنون: 1542، بلغ فيه إلى سبع وعشرين ورقة.

 

نسبة الكتاب: نسبه له في كشف الظنون: 1542، وذكره له السخاوي في كتابه: ارتياح الأكباد بأرباح فقد الأولاد.

 

تسمية الكتاب: جاء الاسم على غلاف الكتاب: الكتاب في تسلية المصاب، وجاء اسمه في كشف الظنون: 1542 اللباب في تسلية المصاب، ونرجح هذه التسمية التي وردت في كشف الظنون، وذلك لأن المخطوط الذي اعتمدنا عليه، ترجع كتابته إلى القرن العاشر الهجري، كما رجح ذلك في مجلة المورد العراقية، المجلد السابع، العدد الأول، صفحة: 201، فيكون من تحريف الناسخ، وهناك أمثلة كثيرة على تحريف النساخ لعناوين الكتب وأسماء المؤلفين، ومن عمل في التحقيق يدرك ذلك أكثر من غيره، كما ورد اسمه في مخطوط: ارتياح الأكباد بأرباح فقد الأولاد باسم اللباب في تسلية المصاب، نسخة المكتبة الظاهرية في دمشق.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

النسخ المعتمدة في التحقيق:

 

اعتمدنا في تحقيق هذه الرسالة، على نسخة مكتبة شستربتي، رقم: 4308، حصلنا على صورة لها من معهد المخطوطات العربية، التابع لجامعة الدول العربية، وتتكون النسخة هذه من تسع ورقات، كتبت بخط نسخي جيد خلت من تاريخ النسخ، ومن اسم الناسخ، وخطها يشير إلى أنها ترجع إلى القرن العاشر الهجري، كما جاء في مجلة المورد العراقية مجلد 7، العدد الأول، الصحفة 201 وكل صفحة فيها خمسة عشر سطرًا، في كل سطر حوالي عشر كلمات، بعض الكلمات جاءت غير منقوطة أحيانًا.

 

عملنا:

 

قمنا أولاً بقراءة المخطوط قراءة متأنية، ثم قمنا بنسخها ثانيًا وفق المصطلح الكتابي في العصر الحديث، ووفق المصطلحات الإملائية المعاصرة، ثم قمنا بتصويب الأخطاء الموجودة فيها، من المصادر التي اعتمد عليها المصنف مشيرين إلى ذلك في الحواشي.

 

ثم قمنا بتخريج الآيات، بذكر السورة ورقم الآية، وخرجنا الأحاديث من المصادر التي ذكرها المؤلف، وما لم يذكر له مصدرًا، خرجناه من المصادر التي أوردتها، وقمنا بشرح الألفاظ التي نرى أنها بحاجة إلى شرح.

 

ثم خرجنا أبيات الشعر التي ذكرها في أثناء المتن، ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً، ثم عرّفنا بأسماء الأعلام التي وردت في المتن، ثم قمنا بعمل الفهارس الفنية للكتاب، فهرس الآيات، وفهرس الأحاديث، وفهرس الأشعار، وفهرس الأعلام، وفهرس الكتب.

 

وفي الختام نرجو أن يكون عملنا خالصصا لوجه الله، فمنا أردنا إلا وجه الكريم، وهو مولانا، ونعم المعين.

 

المحقق

 

المصنفون في هذا الموضوع

 

 

 

هذا الموضوع كان مجالاً خصبًا للمصنفين، حيث تركوا لنا كمّا كثيرًا من مصنفاتهم فيه، حتى إن بعضهم صنف فيه أكثر من كتاب، وهذا كشف بمن صنف فيه مع ذكر أسماء مصنفاتهم، رتبناه حسب الأسبقية في الوفاة.

 

أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا (ت 281هـ) وكتابه: العزاء والصبر.

 

أبو العباس محمد بن يزيد المبرد (ت 286هـ) وكتابه: التعازي والمرائي.

 

أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف (ت 543هـ) وكتابه: سلوة الأحزان.

 

أبو سعيد عبد الكريم بن محمد السمعاني (ت 562هـ) وكتابه: سلوة الأحباب وترجمه الأحباب.

 

أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله ابن عساكر (ت 571).

 

أبو بكر محمد بن موسى الحازمي الهمداني (ت 584هـ )، كتابه: سلوة المحزون.

 

أبو عبد الله محمد بن عبد الحق بن سليمان التلمساني 0ت 776هـ)، كتابه: التسلي عن الرزية.

 

سليمان بن بنين بن خلف الدقيقي (ت 614هـ)، كتابه: سلوان الجلد عند فقدان الولد.

 

عيسى بن عبد العزيز الاسكندري (ت 629هـ)، كتابه: التعزية لأهل المصيبة.

 

شرف الدين عبد المؤمن بن خلف الدمياطي (ت 706هـ)، كتابه : التسلي والاغتباط بثواب من تقدم من الأفراط.

 

أبو عبد الله محمد بن أحمد الذهبي (ت: 746هـ) له:

 

التعزية الحسنة بالأعزة.

 

كشف الكربة عند فقد الأحبة.

 

علاء الدين علي بن أيوب بن منصور المقدسي (ت 746هـ) له:

 

اللباب في تسلية المصاب. وهو هذا الكتاب الذي بين يديك.

 

فوائد المصاب.

 

شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب بن القيم (ت 751هـ)، كتابه عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين.

 

شهاب الدين أحمد بن يحيى بن حجلة التلمساني (ت 776هـ). كتابه: تسلية الحزين في موت البنين، طبع الكتاب بتحقيق د. مخيمر صالح.

 

محمد بن ناصر الدين الدمشقي (ت 842 هـ)، كتابه: برد الأكياد عند فقد الأولاد. طبع الكتاب بتحقيقنا، نشر دار النفائس، في عمان،

 

عبد الرحمن بن أبي بكر الدمشقي (ت 856هـ) كتابه: تسلية الواجم في الطاعون الهاجم.

 

شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي (ت 902هـ)، كتابه: ارتياح الأكباد بأرباح فقد الأولاد.

 

جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت 911هـ)، له:

 

فضل موت الأولاد. طبع الكتاب بتحقيقنا.

 

سلوة الفؤاد في موت الأولاد.

 

فضل الجلد عند فقد الولد. طبع الكتاب بتحقيقنا.

 

التعلل والإطفا لا تطفي. طبع الكتاب، وصدر عن دار المنار، الزرقاء.

 

فتاح الأكباد عند فقد الأولاد.

 

ثلج الأكباد عند فقد الأولاد.

 

ثلج الفؤاد في فقد الأولاد.

 

مرعي بن يوسف بن أبي بكر بن أحمد الكرمي (ت 1033 هـ) كتابه: سلوان المصاب بفرقة الأحباب.

 

أبو نصر الهوريني المصري (ت 1291هـ)، كتابه: تسلية المصاب عن فراق الأحباب.

 

أبو بكر بن محمد الحبشي البسطامي (؟) كتابه: تسلية النفوس الزكية بوفاة محمد خير البرية.

 

محمد بن يحيى الهمداني المصري (؟)، كتابه: التعريف والتبيين في ثواب فقد البنين.

 

 

 

نسبه وكنيته:

 

هو علاء الدين، أبو الحسن علي بن أيو ب بن منصور بن الزبير المقدسي الشافعي، يلقب عليان، ولد سنة ست وستين وستمائة تقريبًا.

 

قرأ علي التاج الفزاري، وولده برهان الدين، وسمع الفخر ابن البخاري، وعبد الرحمن بن الزين.

 

برع في الفقه واللغة العربية، وسمع الحديث الكثير بدمشق والقدس ودرس بالأسدية، وبحلقة صاحب دمشق.

 

سمع منه الذهبي، وذكره فقال: الإمام الفقيه البارع المتقن، المحدث، بقية السلف، قرأ بنفسه، ونسخ أجزاء، وكتب الكثير من الفقه والعلم بخطه المتقن، ثم تحول إلى القدس، ودرس بالصلاحية، ثم تغير وجفة دماغه في سنة اثنتين وأربعين، وكان إذا سمع عليه مع ذلك في حال تغيره يحضر ذهنه، ثم استمر إلى أن عانى من الفقر شدة شديدة.

 

قال الحافظ ابن حجر: قرأت بخط الحسيني أنه حدث بصحيح البخاري في مؤلفه، وذكر أنه لقيه في الجند، وأنه أجاز له روايته عنه.

 

مات فقيرًا مدقعًا في شهر رمضان سنة ثمان وأربعين وسبعمائة ([1]) .

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لا إله إلا الله عدّة للقائه

 

قال الشيخ الإمام  العلامة شيخ الإسلام، مفتي الأنام، قدوةٌ العارفين، لسانُ المتكلمين، كنزُ الطالبين، إمامُالمحدِّثين، أبو الحسن عليُّ بنُ أيوب ابن منصور المقدسيّ، تغمَّده الله برحمته:

 

الحمدُ لله مُوفي الصَّابرين أجرَهُم بغير حسابٍ، وأشهدُ أنَّ لا إله إلا الله وحدّه÷ لا شريك لهُ [كبير] ([2]) الثواب، شديدِ العقابِ، وأشهدُ أنَّ محمدًا رسوله الذي أنزلَ عليه في الكتاب: ﴿ إنما يتذكر أولو الألباب﴾ ([3])، صلى الله عليه وسلم ما جرى سحابٌ، [ وحلَّ] ([4])  مُصابٌ، ودُفِنَ حبيبٌ في تراب.

 

أمَّا بعدُ: فإنَّ في الصبر على المصائبِ والبلاايا والمحَنِ والرَّزايا ([5]) ما يعقب الأجر ويشرحُ الصدرَ، وفي الجزع والتَّسخّطِ ([6]) بالقضاء ما يُحبطُ ([7]) الأجر، ويعظم الوزر ([8]). وقدِ ابتلي الربُّ سبحانه عبادُ في هذه الدجَّارِ بالسَّراءِ والضراء، وفرض عليهم الصبر عند البلاء، والشكر عندَ الرخاء؛ ليجزيهم بذلك في دار البقاء بما كان منهم في دار الفناء.

 

وهذه كلماتٌ سطرتُها ترغيبًا في تسلية مُصاب؛ لأشاركهُ في الثَّوابِ:

 

عن عبد الله بن مسعود([9]) ، رضي الله عنه، عن النبي r قال: (مَنْ عزَّي مُصابًا، فلهُ مثلُ أجرِه) ([10]) .

 

وعن أبي [برزة] ([11]) ، رضي الله عنه، عن النبيّ r قال: (من عزَّى ثكلى كسيَ بُردًا في الجنة) ([12]) ، رواهما الترمذي ([13]) وغيره.

 

وعن عمرو بن حزم ([14]) ، عن النبي r قال: (مَا مِن مؤمن يُعزِّي أخاه بمصيبة، إلا كساه الله، عزَّ وجلَّ، مِنْ حُلل الكرامة يوم القيامة). إسناده حسن ([15]) ، رواه ابن ماجه ([16]) .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

واعلم أنَّ التعزية هي التصبير ([17]) ، وذكرَ ما يُسلي صاحب الميتِ، ويخَفّفُ حزنه، ويُهوِّن مصيبته، وهي مستحبة؛ فإنَّها أمرٌ بمعروف، ومُعاونة على البرِّ والتقوى، (والله في عوْنِ العبدِ ما كانَ العبدُ في عوْنِ أخيه) ([18]) .

 

الفصل [الأول] ([19])

 

[آيات] ([20]) في فضل الصبر

 

قال الله تعالى: ﴿ إنما يُوفى الصابرون أجرهم بغير حساب﴾ ([21]) . وقال المفسرون: "يوفى كلُّ عامل أجرَ عملهِ بحسابٍ  إلا الصَّابرين، فإنهم يُصبُّ عليهم الأجرُ صبَّا بغير حساب" ([22]).

 

وقال تعالى : ﴿ إنَّ المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين والذاكرات أعدَّ الله لهم مغفرة وأجرًا عظيمًا ﴾ ([23]).

 

وقال تعالى: ﴿ ولنبولنكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم﴾ ([24]).

 

وقال تعالى: ﴿ وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور﴾ ([25]).

 

وقال تعالى: ﴿ ولنبلونَّكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشِّر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعُون أولئك عليهم صلواتٌ من ربِّهم ورَحمةٌ وأولئك همُ المهتدون﴾ ([26]).

 

[لأحاديث الحاثة على الصبر] ([27]).

 

وقال r : (والصبرُ ضياءٌ) ([28]).

 

وقال: (الصبرُ نِصفُ الإيمان) ([29]).

 

و [قال] ([30]): واعلمُ أنَّ النَّصرَ معَ الصبر، وأنَّ الفرجَ مع الكرب، وأنَّ معَ العُسر يُسرا) ([31]).

 

وقال r : (وما أعطي أحدٌ عطاءً خيرًا [وأوسعَ] ([32]) من الصبر) ([33]).

 

وفي صحيح مسلم ([34]) عن صهيب([35])، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله r (عجبًا لأمر المؤمن، [إنّ أمرَه كله] ([36]) خيرٌ، وليس [ذاك]([37]) لأحدٍ إلا للمؤمن؛ إنْ أصابتْه سرَّاء شكر، فكانَ خيرًا لهُ، وإنْ أصابتْه ضرَّاء صبَرَ، فكانَ خيرًا له) ([38]).

 

وعن أبي هريرة ([39])، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله r: (ما يزالُ البلاء بالمؤمن والمؤمنةِ في نفسه وولدِهِ ومَالهِ حتّى يلقى الله تعالى، وما عليه خطيئةٌ) ([40]).

 

وقال r : (إنَّ عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإنَّ الله تعالى إذا أحبَّ نومً ابتلاهُم، فمنْ رضي، فلهُ الرَّضى، ومنْ سخط، فلهُ السَّخط)([41]).

 

[الفصل الثاني] ([42]).

 

فيما يقوله من مات له ميت من الاسترجاع والحمد والشكر

 

 

 

في صحيح مسلم: عن أمِّ سلمة ([43])، رضي الله عنها، قالت: سمعتُ رسول الله r يقولُ: (ما منْ عبد تُصيبهُ مصيبةٌ فيقول: إنٍِّا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي، واخلفْ لي خيرًا منْها، إلا أجرهُ الله تعالى في مُصيبته، وأخلف له خيرًا منها). قالت: "فلما توفي أبو سلمة قلت كما أمرني رسول الله r، فأخلف الله تعالى لي خيرًا منه؛ رسول الله r" ([44]).

 

وفي سنن أبي داود ([45]) عن أم سلمة أيضًا زوج النبي r ، ورضي الله عنها، قالت: قال رسول الله r: (إذا [أصابتْ] ([46]) أحدكم مصيبةٌ، فليقلْ: إنَّا لله وإنّا إليه راجعون، اللهمّ عنْدَكَ أحتسِبُ مُصيبتي، فأجرني فيها، [وأبدلْ لي] ([47]) بها خيرًا منها" ([48]).

 

وفي كتاب ([49]) الترمذي وقال: إنَّه حديثٌ حسن ([50]).

 

عن أبي موسى الأشعري ([51]) رضي الله عنه، أنَّ رسول الله r قال: (إذا ماتَ ولدُ العبدِ، قالَ الله تعالى لملائكته: قَبضتُم ولدَ([52]) عبدي؟ فيقولونَ: نعمْ، فيقولُ: قبضتمْ ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم، فيقول: ماذا قالَ عبدِي؟ فيقولونَ: حمدك واسترجعَ، فيقولُ الله، سبحانه وتعالى: ابنُوا لعبدي بيتًا في الجنّة، وسمّوهُ بيتَ الحمدِ) ([53]).

 

وفي صحيح البخاري([54])، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رسولَ الله r قال: (يقولُ الله تعالى: ما لعبديَ المؤمن عندِي جزاءٌ، إذا قبضت صُفيَّه منْ أهل الدُّنيا، ثمّ احتسبه، إلا الجنّة) ([55]).

 

وفي الصحيحين([56])، عن أسامة بن زيد([57])، رضي الله عنهما، قال: أرسَلت إحدى بنات النبي r إليه تدعُوهُ وتخبره أنَّ صبيًا لها، أو ابنًا، في الموتِ، فقالَ للرسول: (ارجعْ إليها، فأخبْرها أنَّ للهِ ما أخذ، ولاه ما أعطى، وكلَّ شيءٍ عندهُ بأجلٍ مسمّى، فَمُرْها فلتصبِر ولتحتسبْ). وذكر تمام الحديث ([58]).

 

[الفصل الثالث] ([59])

 

فصل في فضل من مات له أولاد صغار فصبر

 

 

 

عن أنس([60])، رضي الله عنه، قالَ: قالَ رسولُ الله r: (مَا مِنْ مُسلمٍ يموتُ له ثلاثةٌ لم يبلغُوا الحلمَ إلا أدخلهُ الله الجنَّة بفضل رحمته أياهم) ([61]).

 

وعن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله r: (لا يموتُ لأحدٍ من المسلمين ثلاثةٌ من الولدِ، فتمسّهُ النّارُ إلا تحلةَ القَسَم)([62]).

 

هذان الحديثان متفق عليهما([63]).

 

 

 

وعن القسم قوله تعالى: ﴿وإنْ منكُم إلا واردُها﴾([64]). والوُرودُ:

 

هو العبورُ على الصّراطِ ([65])، وهو جسرٌ منصوبٌ على ظهرِ جهنم([66])، عافانا الله منها.

 

وعن أبي سعيد الخدري([67])، رضي الله عنه قال: جاءَت امرأةٌ إلى رسول اللهِ، r، فقالتْ: يا رسولَ اللهِ، ذهبَ الرجالُ بحديثكَ، فاجعلْ لنا من نفسِك يومًا فنأتيك([68]) فيه، تُعلمنا ممَّا علمَكَ الله، قال: (فائتين([69]). يوم كذا وكذا)، فاجتمعنَ، فأتاهُنَّ النبيُّ، r، فعلمَهُنَّ ممّا علمهُ الله، ثم قالَ: (ما مِنكنَّ من امرأةٍ تقَدّم ثلاثةَ من الولدِ إلا كانُوا لها حجابًا من النارِ)، فقالتِ امرأةُ: واثنينِ؟ فقال رسول الله r: (واثنينِ) ([70]). متفق على صحت([71]).

 

 

 

[الفصل الرابع] ([72])

 

في النهي عن البكاء جزعًا، وفي تحريم النياحة على الميت، ولطم الخد، وتسخيمه بسواد، أو رماد، أو مداد، وشق الجيب، ونتف الشَّعر، وحلقه، أو نشره، أو قطعه، وعن الدعاء بالويل والثبور، ودعوى الجاهلية.

 

في الصحيحين عن أنس، رضي الله عنه، قال مرَّ النبي ُّ، r، بامرأةٍ تبكي عندَ قبرٍ، فقالَ: (اتقي الله واصبري)، فقالتْ: إليكَ عنِّي، فإنَّك لم تُصبْ بمصيبتي، ولم تَعرِفْهُ، فلمّا ولى، قيل لها: إنَّه رسول الله، r، فأتت بابَه، فلم تجدْ عندَه بوّابين، فقالت: يا رسول الله، لم أعرفْكَ، فقال: (إنَّما الصبرُ عندَ الصدمةِ الأولى) ([73]).

 

وعن عمر بن الخطاب ([74])، رضي الله عنه قال: قال رسول الله، r: (الميْتُ يعذَّبُ في قبْرهِ بِما نيحَ عليهِ). متفق عليه ([75]).

 

وعن ابن مسعود، رضي الله عنه قال: قال رسول الله r : (ليس منَّا من ضربَ الخُدود، وشقَّ الجيوبَ، ودعا بدعوى الجاهلية)([76]). متفق عليه أيضًا.

 

دعوى الجاهلية: مثل قوله: وإخِلاه، واكهفاه، واعزَّاه، ويا لقيس، ويا لعامر، ويا للمهاجرين، ونحو ذلك.

 

وعن أبي بردة ([77]) قال: وجعَ أبو موسى الأشعري ([78])، ورأسه في حجر امرأة من أهله، فأقبلت امرأتُه تصيحُ برنَّةٍ، فلم يستطع أنْ يردَّ عليها شيئًا، فلما أفاقَ قال: "أنا بريءٌ من برئَ منه رسول الله r برئ من الصّالقة، والحالقةِ، والشَّاقة" ([79]). متفق عليه أيضًا.

 

الصالقة: هي التي ترفع صوتها بالنياحة والندب ([80]).

 

والحالقة: هي التي تحلق رأسها عند المصيبة ([81])، والشَّاقة: هي التي تشق ثوبها([82]).

 

وعن أم عطية([83]) قالت: "أخذَ علينا رسول الله، r ، عند البيعةِ ألاَّ تنوحَ" ([84]). متفق عليه.

 

وعن المغيرةِ بن شعبة ([85])، رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله، r، يقول: (من نيح عليه، فإنَّه يعذَّبُ بما نيح ([86]) عليه يومَ القيامةِ([87]).

 

 

 

 

 

 

 

وعن النعمان بن بشير([88])، رضي الله عنهما: قال: أغميَ على عبد الله بن رواحة([89])، فجعلتْ أختُه تبكي: وَاجبلاه، واكذا، واكذا، تعدِّدُ عليه، فقال حينَ أفاقَ: ما قلتِ شيئًا([90]). إلا قيل لي: أنتَ [كذلك؟]([91])" رواه البخاري ([92]).

 

وعن أبي مالك الأشعري ([93])، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله r: (النائحةٌ إذا لم تتب، قبلَ موتها، تُقامُ يومَ القيامةِ، وعليها سِربالٌ من قطران، ودرعٌ من جربٍ) ([94]).رواه مسلم.

 

 

 

وقال r: (إنَّ الله لا يعذِّبُ بدمع العين، ولا بحزنِ القلبِ، ولكنْ، يُعذِّب بهذا)، وأشار إلى لسانه، [أو يرحم] ([95]). متفق عليه.

 

وعن أسيد بن أبي أسيد([96]) التابعي، عن امرأةٍ من المبايعاتِ قالتْ: "كانَ فيما أخذَ علينا رسول الله، r، في المعروفِ الذي أخذَ علينا أنْ لا نعصيهُ فيه: أنْ لا نخمشَ وجهًا، ولا ندعو وَيلاً، ولا  نَشقَّ جيبًا، ولا ننشُرَ شعرًا" ([97]). رواه أبو داود بإسناد حسن([98]).

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وعن أبي موسى، رضي الله عنه، أنَّ رسول الله، r، قال: (ما منْ ميّتٍ يموتُ، فيقومُ باكيهم، فيقولُ: واجبلاه، واسيِّداه، ونحو ذلك، إلا وُكِّل به ملكانِ يلهزانِهِ ([99]): أهكذا كنت؟)([100]). رواه الترمذي، وقال: حديث حسن([101]).

 

اللهز: الدفعُ بجُمْع اليدِ في الصدر([102]).

 

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله r: (اثنتان في الناس هما بِهم كفر؛ الطعنُ في النسبِ، والنياحةُ على الميّتِ) ([103]).

 

والنياحة: رفعُ الصوتِ بالنّدبِ، وكذا تعديد النادبة بصوتها محاسن الميت، وقيل: هو البكاء عليه مع تعديد محاسنه.

 

واجتمعت الأمة على تحريم النياحة، وما ذكر معها عند المصيبة.

 

والذي ينفع الميت (قضاء) ([104]) دينه، والترحُّمُ عليه، والاستغفارُ والتصدقُ عنه، وقضاءُ حقوقِ اللهِ من حجِّ وزكاةٍ ونحوها.

 

ومما يلي عن الميت أيضًا التأسّي بالأكابر، وكثرة من مات لهم، ولم يجزعوا، بل صبروا، فأوجروا، ورضوا وسلموا، فرضي عنهم، وسلموا من مُحبطات الأجور.

 

فلقد ماتَ في طاعونٍ كانَ في زمن ابن الزبير([105]). في سنة تسع وستين من الهجرة([106]) ثلاثة أيام في كلِّ يوم سبعونَ ألفًا، ومات لعبد الرحمن بن أبي [بكرة] ([107]) فيه أربعون ابنًا([108])،ومات فيه لأنس بن مالكٍ ثلاثةٌ وثمانون ابنًا، وقيل: ثمانيةٌ وسبعون ابنا([109])، فصبروا وشكروا، وحمدوا واسترجعوا، فسلموا وأجروا.

 

وعن معاوية بن قرة بن إياس([110]) عن أبيه رضي الله عنه: أن النبي r، فقدَ بعضَ أصحابه، فسألَ عنهُ، فقالوا: يا رسول الله، بُنيَّه الذي رأيته هلك، فلقيهُ النبيُّ r، فسأله عن بنيّة، فأخبره أنه هلكَ، فعزَّاه عليه، ثم قال: (يافلانُ، أيُّما كان أحبَّ إليك، أن تُمتَّعَ به عمرك، أو لا تأتي غدًا بابًا ([111]) من أبوابِ الجنّة إلا وجدته قد سبقَكَ إليه، يفتحه لك؟) قال: يا نبيَّ الله، بل يسبقُني إلى [باب] ([112]) الجنة، فيفتحها لي، [فلهو] أحبُّ إلي([113])، قال: [فذاك] ([114]). رواه النسائي، بإسناد حسن([115]).

 

وفي الصحيحين عن أنس، رضي الله عنه قال: كانَ ابنٌ يشتكي لأبي طلحة([116])، رضي الله عنه، فخرج أبو طلحة، فقبضَ الصبي، فلما رجع أبو طلحة، قال: ما [فعل] ([117])، ابني؟ [قالت: ([118]) أم سليم] ([119])، وهي أم الصبي: هو أسكن مما([120]) كان، فقربت [إليه] ([121]) العشاء فتعشى ثم أصاب منها، فلمّا فرغ، قالت: [واروا] ([122]) الصبيَّ، فلما أصبحَ أبو طلحة أتى رسولَ الله، r فأخبرَه، فقال: أعرستُم الليلة؟ قال: نعم، قال: (اللهم باركْ لهما)، فولدتْ غلامًا، فقال لي أبو طلحة أحمله حتى نأتي به النبي r، وبعثت معه بتمرات، [فأخذه النبي] ([123]) فقال: (أمعَهُ شيءٌ؟) قالَ: نعم، تمراتٌ، فأخذها النبيُّ، r، فمضغها، ثم أخذها منْ فِيهِ، فجعلها في فِي الصبَّي، ثم حنَّكهُ، وسماه عبد الله"([124]).

 

وفي رواية البخاري: قال ابن عيينة([125]): فقالَ رجلٌ من الأنصار: "فرأيتُ [لهما] ([126]) تسعة أولادٍ كلهم قد قرأ القرآن([127])، يعني من أولاد عبد الله المولود".

 

وفي رواية لمسلم: ماتَ ابنٌ لأبي طلحة من أمّ سليم، فقالت: [لأهلها] ([128]): لا تحَدِّثوا أبا طلحة بابنه، حتى أكونَ أنا أحدِّثه، [قال] فجاء([129])، فقربت غليه عشاءً، فأكل وشربَ، ثمّ تصنَّعتْ له أحسن ما [كان] ([130]) تصنَّع قبلَ ذلكَ، فوقع بها، فلما رأتْ أنَّه قد شبع، وأصابَ منها، قالتُ: يا أبا طلحة، أرأيت لو أنَّ [قومًا] ([131]) أعاروا عاريتهم أهلَ بيتٍ، فطلبوا عاريتهم، ألهُم أنْ يمنعوهُم؟ قال: لا، قالتْ: فاحتسب ابنَك، قال: فغضب، [وقال] ([132]) تركتيني حتّى تلطخت([133])، ثم أخبرتيني بابني، فانطلق حتى أتى رسولَ اللهِ، r  فأخبره بما كانَ، فقالَ رسول الله r: (باركَ الله لكما في [غابر] ([134]) ليلتكما)، قال: فحملتْ". وذكر باقي الحديث([135]).

 

وعن جويرية (بن) ([136]) أسماء عن عمه أنَّ إخوة ثلالثة شهدوا يومَ تستر([137])، فاستشهدوا، فخرجتْ أمهُم يومًا إلى السوق لبعض شأنها، فتلقَّاها رجلٌ حضرَ تستر([138])، فعرفتْه، فسألتْه عن أمر بنيها، فقالَ: استُشهدوا، فقالت: مقبلين أو مدبرين؟([139]) فقال: مقبلين ([140]). [فقالت] ([141]): الحمد لله، نالوا الفوزَ، وحاطوا الذِّمارَ، بنفسي هم وأبي وأمي([142]).

 

الذمار: أهلُ الرجل وعشيرُهم مما يحقُّ عليه أن يحميهم؛ أي حفِظوا ورعوا، فحصلتْ لهم الشهادةُ([143]).

 

وعن ميمون بن مهران([144]) قال: عزَّى رجلٌ عمرَ بن عبد العزيز([145])، رضي الله عنه، علي ابنه عبد الملك([146])، فقال عمرُ: "الأمرُ الذي نزلَ بعبدِ الملك أمرٌ كنّا نعرفُه([147])،

 

 

 

فلما وقعَ لم نكرهْه" ([148]).

 

وقام عمرُ بنُ عبد العزيز على قبر ابنه هذا فلمّا دُفن قال: "رحمك الله يا بنيّ، قد كنت سارًا مولودًا، وبارًا ناشئًا، وما أحبُّ أني دعوتُك فأجبتني" ([149]).

 

وعن مسلمة ([150]) قال: "لما ماتَ عبدُ الملك بنُ عمرَ، كشفَ أبوه عن وجهه، وقالَ: رحمك الله يا بنيَّ، لقد سُررتُ بكَ يومَ بُشِّرت بكَ، ولقد عُمّرتُ مسرورًا بكَ، وما أتتْ عليّ ساعةٌ أنا فيها أسرُّ من ساعتي هذه([151])، أما والله إن كنت لتدعو أباكَ إلى الجنّة" ([152]).

 

ومات ابن للشافعي([153])، رضي الله عنه فقال:

 

وما الدهرُ إلا هكذا فاصطبْر له          رزيةُ مالِ أو فراقُ حبيب ([154]).

 

وبلغ الشافعيَّ، رضي الله عنه، أنَّ عبد الرحمن بن مهدي مات ابنٌ له، فجزعَ عليه عبدُ الرحمن جزعًا شديدًا([155])، فبعث إليه الشّافعيّ، رضي الله عنه([156]): يا أخي([157])، عزِّ نفسكَ بما تُعزِّي به غيرَك، واستقبح من فعلك ما تستقبحهُ من فعل غيرك، واعلمُ أنَّ [أمضّ] ([158]) المصائبِ فقدُ سرورٍ وحرمان([159]) أجرٍ، فكيفَ إذا اجتمعا مع([160]) اكتساب وزر؟ فتناول حظك يا أخي إذا قربَ منكَ قبلَ أنْ تطلبه، وقد نأى عنكَ، ألهمكَ الله عند المصائبِ صبرًا، وأحرزَ لنا ولكَ بالصبر أجرًا، وكتب إليه([161]):

 

إني معزِّيك لا أني على ثقةٍ

فما المعزَّى بباق بعد ميته

 

 

 

 

 

 

من الخلودِ ولكنْ سنة الدين

ولا المعزِّي ولوْ عاشا إلى حين([162])

 

وكتب رجل إلى بعض إخوانه يعزيه بابنه: "أمّا بعدُ، فإنَّ الولدَ على والده، ما عاش، حزنٌ وفتنةٌ، فإذا قدَّمه [فصلاةٌ] ([163]) ورحمةٌ وهداية([164])، فلا تجزعْ على ما فاتك منْ حُزنه وفتنته، ولا تُضيِّع ما عوَّضك الله، عزَّ وجلّ، من صلاته ورحمته وهدايته ([165]).

 

وفي تعزية الخضرِ، عليه السلام، لبيت النبي r، ورضي الله عنهم، حين سمعُوا الصَّوت، ولم يرَوا الشخصَ، وكانوا يرون أنَّه الخَضرُ، أبلغُ تسليةٍ، وهي: "إنَّ في الله [عزاءٌ من كل مصيبة و] ([166]) خلفًا من كلِّ فائتٍ، ودركًا من كلِّ هالكٍ، فبالله ثِقوا، وإياهُ فارجُوا، فإنَّ المصاب من حُرِمَ الثَّواب" ([167]).

 

ولله درُّ قولِ بعضِ الأدباء الألبّاء:

 

صبرًا جميلاً على ما فات من حدثٍ

والصَّبرُ أفضلُ شيء يُستعانُ بهِ

 

 

 

 

 

 

فالصبرُ ينفعُ أقوامًا إذا صبروا

على الزمان إذا ما مسَّك الضَّررُ

 

وعن أبي قدامة الشَّامي قال: كنت آمرًا على الجيش في بعض الغزوات، فدخلتُ بعضَ البلدان، فدعوتُ الناس إلى الغزاة، ورغبتهم في الجهاد، وذكرتُ فضلَ الشهادة، وما لأهلها، ثم تفرَّق الناسُ، وركبتُ فرسي، وسرتُ إلى منزلي، فإذا بامرأةٍ من أحسن الناس تُنادي: يا أبا قدامة، فقلتُ: هذه مكيدةٌ من الشيطان، فمضيتُ، ولم أجبْ، فقالتْ: ما هكذا كان الصَّالحون، فوقفتُ فجاءتْ، ودفعتْ إليَّ رقعةً وخرقةً مشدودةً، وانصرفت باكية، فنظرتُ في الرقعةِ، فإذا فيها مكتوبٌ: أنتَ دعوتنا على الجهادِ، ورغبتنا في الثواب، ولا قدرةَ لي على ذلك، فقطعتُ أحسنَ ما فيَّ، وهما ضفيرتاي، وأنفذتهما إليك، لتجعلهما قيدَ فرسكَ، لعلَّ الله يرى شعري قيدَ فرسِك في سبيله، فيغفر لي.

 

فلما كان صبيحة القتالِ، أخرجتُ الضفيرتين فقيَّدتُ بهما فرسي، وباكرنا القتالَ، فإذا بغلام بين يدي الصّفوف يقاتلُ حاسرًا، فتقدَّمتُ إليه، فقلت: يا فتى، أنت غلامٌ غرٌّ راجلٌ، ولا آمنُ أن تجول الخيل، فتطأك بأرجلها، فارجعْ عن موضعكَ هذا. قال: أتأمرُني بالرجوع، وقد قالَ الله عزَّ وجلَّ: ﴿ يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتمُ الذين كفَروا زحفًا فلا تُولوهم الأدبارَ﴾([168])، وقرأ الآية إلى آخرها.

 

فحملته على هجين كان معي، فقال: يا أبا قدامة، اقرضني ثلاثة أسهُم، فقلتُ: هذا وقتُ قرضٍ؟. فما زالَ يلحُّ عليَّ حتى قلتُ: بشرطٍ، إنْ مَنَّ الله عليك بالشَّهادة، أكونُ في شفاعتك، قالَ: نعمْ، فأعطيتُه ثلاثة أسهم، فوضع سهمًا في قوسهِ، وقال: السَّلام عليكَ، فأنا قدّامهُ، ورمى به فقتل رُوميًا، ثم رمى بالآخر، وقال: السلامُ عليكَ، فأنا قُدَّامهُ، فقتل روميًّا، ثم رمى بالآخر، وقال: السَّلامُ عليك، سلامُ مودِّع، فجاءه سهمٌ، فوقع بين عينيه، فوقع رأسُه على قربوسِ سرجه، فتقدَّمتُ إليه، وقلت: لا تَنسها، فقال: نعم، ولكنْ لي إليك حاجةٌ، إذا دخلت المدينة، فائت والدتي، وسلم خرجي إليها، وأخبرْها، فهي التي أعطتك شَعَرَها، لتقَيِّد به فرسَك، وسلم عليها، فهي العام الأول أصيبتْ بوالدي، وفي هذا العام بي، ثم مات، فحفرتُ له ودفنتهُه، فلما هممتُ بالإنصرافِ عن قبره، قذفته الأرض، فألقتْه على ظهرها، فقال أصحابه: إنه غلامٌ غرّ، ولعله خرجَ بغيرٍ إذنِ أمِّه، فقلت: إنَّ الأرض لتقبلُ من هو شرٌّ من هذا، فقمتُ فصليت ركعتين، ودعوتُ الله عزَّ وجلَّ، فسمعت صوتًا يقول: يا أبا قدامة، أتركُ وليَّ الله، فما رُحتُ حتى نزلتْ عليه طيورٌ فأكلتْهُ.

 

فلم أتيتُ المدينة ذهبتُ إلى دار والدته، فلما قرعتُ الباب، خرجتْ أختُه إليَّ، فلما رأتني عادتْ، وقالتْ: يا أمّاهُ، هذا أبو قدامة، وليس معه أخي، وقد أصبنا العام الأول بأبي، وفي هذا العام بأخي.

 

فخرجتْ أمُّه فقالت: أمعزّيًا أم مهنِّئًا؟ فقلتُ: ما معنى هذا؟ فقالت: إن كانَ قد مات فعزِّني، وإن كان استُشهد فهنٍِّئني.

 

فقلتُ: لا، بل ماتَ شهيدًا، فقالت: له علامةٌ، فهل رأيتها؟ قلتْ: نعمْ، لم تقبلُه الأرضُ، ونزلت الطيور، فأكلت لحمه، وتركتْ عظامَه، فدفنتُها، فقالتْ: الحمد لله، فسلمتُ إليها الخرجَ ففتحتهُ÷، فأخرجتْ منه مسحًا وغلاً من حديد، وقالت: إنه كانَ إذا جنَّه الليل، لبسَ هذا المسحَ، وغلَّ نفسَه بهذا الغلّ، وناجى مولاهُ، وقالَ في مناجاته: "إلهي، أحشُرني من حواصل الطير"، فاستجاب الله سبحانه دعاءَه. رحمنا الله وإياه.

 

وفي ذكر الموتِ، ونقص الأمل أعظمُ مُصطبرٍ ومزدجر، وأحسنُ معتبر وأرجى مدَّخر.

 

قال الله [تعالى] ([169]): ﴿كل شيء هالك إلا وجهه له الحكمُ وإليه تُرجعون﴾([170]).

 

وقال تعالى: ﴿ كلُّ من عليها فان. ويبقى وجهُ ربكَ ذو الجلال والإكرام﴾([171]).

 

 

 

وقال تعالى لنبيِّه r ﴿وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإنْ متَّ فهُم الخالدون كلُّ نفس ذائقة الموت، ونبلوكم بالشرِّ والخير فتنة وإلينا ترجعون﴾ ([172]).

 

وقال تعالى: ﴿إنك ميتٌ وإنهم ميتون ثم إنكم يومَ القيامة عند ربكم تختصمون﴾([173]).

 

وقال r : (الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك [نعله] ([174])، والنار مثل ذلك) ([175]).

 

أيقظنا الله من رقْدة الغافلين، وجعلنا من الصًَّابرين الشاكرين الحامدين المستيقظين، وهو حسبُنا ونعمَ الوكيلُ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العليِّ العظيم، وصلواته وسلامه على سيدنا محمدٍ خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه وسلم.

 

 

 

 

 

 

 

([1])  مصادر ترجمته: لسان الميزان: 4/ 207. الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة، لابن حجر: 3/ 30 – 31. شذرات الذهب في أخبار من ذهب، لابن العماد الحنبلي: 6/ 153.

 

([2])  في الأصل: عبيد، وهو تحريف، والأشبه بالصواب ما أثبتناه.

 

([3])  سورة الرعد: 19.

 

([4])  في الأصل جلّ، ونظنها حلّ؛ لأنها أشبه بالصواب.

 

([5])  البلايا من البلاء، وأصله الاختبار بالمصيبة، وكذا المحن، جمع المحنة، وهي الاختبار بالمصيبة، والرزايا: جمع رزء، وهو المصيبة بفقد الأعزة.

 

([6])  التسخط: من السَّخط، والسُّخط، وهو الكراهية للشيء، وعدم الرضا به. النهاية: 2/350.

 

([7])  يحبط : من حبط عمله؛ أي أبطله، وأحبطه غيره، وهو من قولهم: حبطْت الدابة حبطًا، بالتحريك، إذا أصابت مرعى طيبًا، فأفرطت في الأكل حتى تنتفخ فتموت. النهاية: 1/331.

 

([8])  الوزير: الحمل والثقل، وأكثر ما يطلق في الحديث على الذنب والإثم. النهاية: 5/179.

 

([9])  هو عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلي، أبو عبد الرحمن، صحابي من أكابرهم فضلاً، وعقلاًً وقربًا من رسول الله r ، أول من جهر بقراءة القرآن بمكة، كان صاحب سرّ رسول الله r وخادمه. الأعلام: 4/137.

 

([10])  الحديث في سنن الترمذي: 3/385، في الجنائز، أجر من عزى مصابًا. قال أبو عيسى: هذا حديث غريب، لا نعرفه مرفوعًا إلا من حديث علي بن عاصم، وروى بعضهم عن محمد بن سوقة، بهذا الإسناد مثله موقوفًا، ولم يرفعه، ويقال: أكثر ما ابتلي به علي بن عاصم، بهذا الحديث نقموا عليه. وإسناده في سنن الترمذي: يوسف بن عيسى حدثنا علي بن عاصم قال: حدثنا والله محمد بن سوقة عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله عن النبي . وفي سنن ابن ماجة: 1/511، في الجنائز، ما جاء في ثواب من عزى مصابًا، وفي إسناده حماد بن الوليد الأزدي الكوفي، قال ابن عدي: ما يرويه لا يتابع عليه، وسئل أبو حاتم عنه فقال: شيخ، وقال ابن حبان: يسرق الحديث، ويلزق بالثقات ما ليس من أحاديثهم. وفي سنن البيهقي: 4/59، وتاريخ بغداد: 22/ 453 – 454 ، والتلخيص، لابن حجر: 2/138، وعمل اليوم والليلة، لابن السني: 276.

 

([11])  في الأصل: هريرة، والتصويب من سنن الترمذي: 3/385، وأبو برزة هو نضلة بن عبيد، نزل البصرة، ثم سار إلى خراسان، ثم مرو، وعاد إلى البصرة، توفي سنة 60هـ، وقيل: 64هـ. أسد الغابة: 6/31.

 

([12])  الحديث في سنن الترمذي: 3/ 385، في الجنائز، أجر من عزى مصابًا. قال الترمذي: إسناد هذا الحديث ليس بالقوى، وفي مصابيح السنة: رقم: 1237، وقال: غريب. وأعله المباركفوري في تحفة الأحوذي: 2/165، والحديث رواه المنيجي في تسلية أهل المصائب : 155، وابن ناصر، في برد الأكباد: 11، بتحقيقنا.

 

([13])  هو محمد بن عيسى بن سورة بن موسى السلمي، البوغي، الترمذي، أبو عيسى (ت 2798هـ)، من أئمة علماء الحديث وحفاظه. من تصانيفه الجامع، المعروف بصحيح الترمذي، والشمائل النبوية وغيرها. الأعلام: 6/322.

 

([14])  هو عمرو بن حزم بن زيد بن لوذان الأنصاري، أبو الضحاك (ت 53 هـ)، والٍ من الصحابة، شهد الخندق وما بعدها، واستعمله النبي r على نجران، وكتب له عهدًا مطوّلاً، فيه توجيه وتشريع. الأعلام: 5/76.

 

([15])  الحديث في سنن ابن ماجة: 1/511، في الجنائز، ما جاء في ثواب مَنْ عزى مصابًا، وإسناده فيه: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا خالد بن مخلد، حدثني قيس أبو عمارة مولى الأنصار، قال: سمعت عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم يحدّث عن أبيه عن جده عن النبي r به.

 

وفي سنن البيهقي: 4/59، من طريق قيس أبي عمارة عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزام عن أبيه عن جده مرفوعًا به.

 

وفي زوائد البوصيري: 587، وقال: إسناد فيه مقال، قيس بن عمارة: ذكره ابن حبان في الثقات، قال الذهبي في الكاشف: ثقة، وقال البخاري: فيه نظر". وفي مصباح الزجاجة: 2/50، وفي فردوس الأخبار: 4/322، وسلسلة الأحاديث الضعيفة: 2/77، وقال الألباني: باقي رجال الإسناد على شرط مسلم، وضعيف الجامع: 5/125، وفي المعرفة والتاريخ للفسوي: 1/331 – 332.

 

([16])  هو محمد بن يزيد الربعي القزويني، أبو عبد الله ابن ماجة (ت 273هـ)، أحد الأئمة في علم الحديث، له السنن، وتفسير القرآن. الأعلام: 7/144.

 

([17])  جاء في تسلية أهل المصائب: 154 – 155 "يقال: عزى الرجل عزاءً؛ إذا صبّره على ما نابه، والتعزية: التصبّر، وعزيته: أمرته بالصبر، والعزاء، بالمدّ: اسم أقيم مقام التعزية، ذكره النووي. وقال الأزهري: أصل التعزية: التصبر لمن أصيب بمن يُعزّى عليه. وقال غيره التعزية: التسلية، وهو أن يقال له: تعزّى بعزاء الله، وعزاء الله قوله تعالى: ﴿ الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ﴾ سورة البقرة: 156".

 

أي تصبّر بالتعزية التي عزاك الله بها.

 

([18])  جزء من حديث طويل أخرجه مسلم: 4/ 2074، في الذكر، فضل الاجتماع على تلاوة القرآن، وأبو داود: 4/ 287، في الأدب، في المعونة للمسلم، وابن ماجة: 1/82، في المقدمة فضل العلماء. والإمام أحمد في المسند: 2/252، 296، 500، 514، والترمذي: في الحدود، الباب الثالث.

 

([19])  في الأصل فصل والمثبت زيادة منا.

 

([20])  زيادة يقتضيها السياق.

 

([21])  سورة الزمر: 10.

 

([22])  في تفسير ابن كثير: 4/48، عن ابن جريح: أنه لا يحسب عليهم ثواب عملهم قط، ولكن يزادون على ذلك. وعن الأوزاعي: ليس يوزن لهم، وإنما يغرف لهم غرفًا". وفي تفسير الطبري: 23/204 "عن قتادة أنه قال: لا والله ما هناكم مكيال ولا ميزان". وفي تفسير القرطبي: 15/ 241، "عن الإمام مالك: أنه قال: هو الصبر على فجائع الدنيا وأحزانها، ثم قال: ولا شك أن من سلم فيما أصابه، وترك ما نهي عنه، فلا مقدار لأجره".

---

([23])  سورة الأحزاب: 35.

 

([24])  سورة محمد: 31

 

([25])  سورة آل عمران: 186

 

([26])  سورة البقرة: 155 - 157

 

([27])  زيادة يقتضيها السياق.

 

([28])  قطعة من حديث هو بتمامه كما جاء في صحيح مسلم: 1/203، في الطهارة فضل الوضوء: "الطهور شطر الإيمان، والحمد للهخ تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض والصلاة، نور والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو، فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها".

 

وأخرجه الترمذي: 5/535، في الدعوات، باب: 86، رقم 3517، والدارمي: 1/174، في الطهارة، ما جاء في الطهور، والنسائي: 5/5 – 6، في الزكاة، باب وجوب الزكاة، والإمام أحمد في المسند: 5/342، 343، وابن أبي شيبة في المصنف: 11/ 54، وصحيح الجامع: 4/21.

 

([29])  الحديث رواه الديلمي في فردوس الأخبار: 2/575، عن ابن مسعود، وفي آخره زيادة: "واليقين الإيمان كله". قال في تسديد القوس: "أبو نعيم في الحلية عن ابن مسعود". وفي حلية الأولياء: 5/34، قال: "تقرّد به المخزومي عن سفيان بهذا الأسناد"، والقضاعي في مسند الشهاب: 158، والخطيب في تاريخ بغداد: 13/226، وابن الجوزي في العلل المتناهية: رقم: 1364، من طريق يعقوب بن حميد بن كاسب عن محمد بن خالد المخزومي عن سفيان الثوري عن زبيد اليامي عن أبي وائل عن ابن مسعود مرفوعًا به".

 

قال ابن الجوزي: تفرد بروايته محمد بن خالد عن الثوري، ومحمد بن خالد مجروح، قال يحيى بن معين والنسائي: "يعقوب بن حميد ليس بشيء"، وفي لسان الميزان: 5/152 نقلاً عن أبي علي النيسابوري أنه قال: هذا حديث منكر، لا أصل له من حديث زبيد، ولا من حديث الثوري. وعزاه في الجامع الصغير لأبي نعيم وتعقبه المناوي بأن البيهقي قال بعدما أخرجه: تقرد به يعقوب عن حميد عن محمد بن خالد المخزومي، والمحفوظ عن أبن مسعود من قوله غير مرفوع. ويعقوب قال الذهبي: ضعفه أبو حاتم وغير واحد. فيض القدير: 4/233. ورواه البيهقي في شعب الإيمان: 1/190.

 

([30])  ساقطة من الأصل. والمثبت زيادة يقتضيها السياق، لأن ما بعدها حديث آخر.

 

([31])  جزء من حديث هو بتمامه: أن رسول الله r قال لعبد الله بن عباس: (يا غلام. ألا أعلمك كلمات تنتفع بهن؟) قال: بلى، يا رسول الله، قال: (أحفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، جفّ القلم بما هو كائن، فلو جهد العباد على أن يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك، لما قدروا عليه، فإن لم تستطع فإن في الصبر على ما تكره خيرًا كثيرًا واعلم أن النصر...) الحديث. رواه الإمام أحمد في المسند: 1/307 ، والحاكم في المستدرك: 5/541، من طريق شهاب بن خداش عن عبد الملك ابن عمير عن ابن عباس، إلا أن الشيخين- يعني مسلم والبخاري – لم يخرجا لشهاب بن خداش ولا القراح. وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات: 75 – 76.

 

([32])  في الأصل: خيرًا أوسع. والمثبت من المصادر التي أوردت الحديث.

 

([33])  جزء من حديث هو بتمامه: عن أبي سعيد الخدري: أن ناسًا من الأنصار سألوا رسول الله r فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم حتى نقد ما عنده، فقال: (ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم، ومن يستعفف يعفُّه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبّر يصبره الله، وما أعطى أحدٌ عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر).

 

والحديث رواه البخاري: 3/256، في الزكاة، الاستعفاف في المسألة، ومسلم في صحيحه: 2/729، في الزكاة، في الاستعفاف، بلفظ: (عطاء خير"، والترمذي في سننه: 2/121، في الزكاة، في الاستعفاف بلفظ: (من عطاء أوسع من الصبر) ، والنسائي في سننه: 5/96 ، في الزكاة، الاستعفاف في المسألة، ومالك في الموطأ: 2/997، في الصدقة، التعفف عن المسألة، والإمام أحمد في مسنده: 3/3، 12، 47، 93، وابن أبي الدنيا في الفرج بعد الشدة: 23، بلفظ (ولا أوسع).

 

([34])  هو مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري، أبو الحسين( ت 261هـ)، حافظ من أئمة المحدثين. أشهر كتبه صحيح مسلم، وله المسند الكبير، والكنى والأسماء، وغيرها، الأعلام: 7/221.

 

([35])  هو صهيب بن سنان بن مالك النمري، قيل له: الرومي؛ لأن الروم سبوه صغيرًا، فنشأ بالروم، ابتاعته كلب منهم، ثم قدموا به مكة، فاشتراه عبد الله بن جددعان التيمي فأعتقه، كان من السابقين إلى الإسلام، شهد المشاهد مع رسول الله r . توفي سنة 38هـ، وقيل: 39هـ. أسد الغابة: 3/36.

 

([36])  في الأصل: "أمره كله له"، والمثبت من صحيح مسلم.

 

([37]) في الأصل: "ذلك"، والمثبت من صحيح مسلم.

 

([38])  الحديث في صحيح مسلم: 4/2295، في الزهعد والرقائق، المؤمن أمره كله خير، وفي سنن الدارمي: 2/409، في الرقائق، المؤمن يؤجر في كل شيء، وجاء فيه: "بينما رسول الله r جالس إذ ضحك، فقال: (ألا تسألوني مم أضحك؟) فقالوا: مم تضحك؟ قال: (عجبًا من أمر المؤمن كله له خير، إن أصابه ما يحبُّ حمد الله عليه، فكان له خير، وإن أصابه ما يكره فصبر كان له خير، وليس كل أحد أمره خير له إلا المؤمن)، وفي المسند: 5/24.

 

([39])  هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي، الملقب بأبي هريرة (ت59هـ)، صحابي، كان أكثر الصحابة حفظًا للحديث، ورواية له، لزم صحبة النبي r، الأعلام: 3/308.

 

([40]) الحديث في سنن الترمذي: 4/601، في الزهد، ما جاء في الصبر على البلاء.

 

([41])  الحديث في سنن الترمذي: 4/600، في الزهد، ما جاء في الصبر على البلاء، وقال: حسن غريب، وفي سنن ابن ماجة: 2/1338، في الفتن، الصبر على البلاء، وجاء فيه بلفظ: "عظم الجزاء... وإن الله إذا ...".

 

وجاء فيه السند: حدثنا محمد بن رمح، أنبأنا الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب، عن سعد بن سنان، عن أنس بن مالك عن رسول الله r به.

 

([42])  زيادة منا.

 

([43])  هي هند بنت سهيل، المعروف بأبي أمية، ويقال: اسمه حذيفة، ويعرف بزاد الراكب، ابن المغيرة، القرشية المخزومية، أم سلمة، من زوجات النبي r، تزوجها في السنة الرابعة للهجرة، وكانت من أكمل الناس عقلاً، توفيت سنة 62هـ. الأعلام: 8/97.

 

([44])  الحديث في صحيح مسلم: 2/633، في الجنائز، وفي سنن ابن ماجة: 1/509، في الجنائز، ما جاء في الصبر على المصيبة، وجاء فيه بلفظ: (ما من مسلم يصاب بمصيبة فيفزع إلى ما أمر الله به من قوله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم عندك أحتسبت مصيبتي، فأجرني فيها، وعوّضني منها، إلا آجره الله عليها، وعاضه خيرًا منها). قالت: فلما توفي أبو سلمة ذكرت الذي حدثني عنه رسول الله r، فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم، عندك احتسبت مصيبتي هذه. فأجرني عليها، فإذا أردت أن أقول: وعوضني خيرًا منها، قلت في نفسي: أعاض خيرًا من أبي سلمة؟ ثم قلتها، فعاضني الله محمدًا r، وآجرني في مصيبتي".

 

([45])  هو سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير الأزدي السجستاني، أبو داود (ت 275هـ)، إمام أهل الحديث في زمانه، له السنن، والمراسيل، والزهد، وغيرها. الأعلام: 3/122.

 

([46])  في الأصل: أصاب، والمثبت من سنن أبي داود: 3/191.

 

([47])  في الأصل: أبدلني، والمثبت من سنن أبي داود: 3/191.

 

([48])  الحديث في سنن أبي داود: 3/191، في الجنائز، في الاسترجاع، وفي عمل اليوم والليلة للنسائي: 307، رقم: 1078. بلفظ "فأجرني عليها" و"أبدلني"، ورقم: 1079، 1080، وفي عمل اليوم والليلة لابن السني: 274 وفي ضعيف الجامع: رقم: 476، قال الألباني: رواه أبو داود والحاكم عن سلمة، والترمذي وابن ماجة عن أبي سلمة، وهو حديث ضعيف. وانظر سنن الترمذي: في الدعوات، الباب: 83، والمسند: 6/313.

 

([49])  كذا في الأصل، والمقصود الجامع الصحيح للترمذي.

 

([50])  في سنن الترمذي: رقم: 1021، في الجنائز، فضل المصيبة إذا احتسب: حسن غريب.

 

([51])  هو عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب، أبو موسى، من بني الأشعر، (ت44هـ) من الشجعان الفاتحين، وأحد الحكمين اللذين رضي بهما علي ومعاوية بعد حرب صفين، استعمله الرسول r على زبيد وعدن، وولي لعمر بن الخطاب البصرة سنة 17هـ. الأعلام: 4/115.

 

([52])  في الأصل: قبضتم روح ولد، والمثبت من المصادر التي ذكرت الحديث.

 

([53])  الحديث في سنن الترمذي: حديث رقم: 1021، في الجنائز، فضل المصيبة إذا احتسب، وفي المسند: 4/425، وموارد الضمآن رقم 726، وفي سنده أبو سنان، واسمه عيسى بن سنان القسملي، وهو لين الحديث، كما قال في التقريب، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وقال الحافظ ابن حجر: حديث حسن. انظر الفتوحات الربانية: 3/296، وفي المنتخب لعبد بن حميد: 1/487، ورواه السيوطي في فضل موت الأولاد: 36، بتحقيقنا، وعمل اليوم والليلة، لابن السني: 274.

 

([54])  هو محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري، أبو عبد الله، (ت 256هـ)، حبر الإسلام، والحافظ لحديث رسول الله، صاحب الجامع الصحيح، المعروف بصحيح البخاري، والأدب المفرد، وغيرها. الأعلام: 6/34.

 

([55])  الحديث في صحيح البخاري: 8/112، في الرقاق، العمل الذي يبتغي به وجه الله، وفي المسند: 2/417، 3/443، 4/237، 5/253.

 

ورواه السيوطي في فضل الجلد: 22، بتحقيقنا، وعزاه لابن زنجوية والبخاري عن أبي هريرة. ورواه الترمذي في الزهد، الباب 58.

 

([56])  أي صحيح مسلم، وصحيح البخاري.

 

([57])  هو أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي، أمه أم أيمن حاضنة النبي r، أبو محمد، مولى رسول الله r من أبويه، حب رسول الله. استعمله النبي وهو ابن 18 سنة، توفي 58هـ أو 59هـ. أسد الغابة: 1/79.

 

([58])  جزء من حديث هو بتمامه: عن أسامة بن زيد قال: كنا عند النبي r، فأرسلت إليه إحدى بناته تدعوه وتخبره أن صبيًّا لها، أو ابنًا لها في الموت، فقال للرسول: (ارجع إليها فأخبرها أن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمّى، فمرها فلتصبر ولتحتسب)، فعاد الرسول فقال: إنها قد أقسمت لتأتيّنها، قال: فقام النبي r وقام معه سعد بن عبادة، ومعاذ بن جبل، وانطلقت معهم، فرفع إليه الصبي، ونفسه تقتقع، كأنها في شنّة، ففاضت عيناه، فقال له سعد: ما هذا؟ يا رسول الله، قال: (هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء).

 

رواه مسلم في صحيحه: 2/636، في الجنائز، البكاء على الميت، ورواه البخاري في صحيحه: 1/222، في الجنائز، قول النبي يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه، وفي: 4/274، في التوحيد، قول الله تعالى: ﴿ قل ادعوا الله أو ادعوا﴾، وفي 4/288، في التوحيد، ما جاء في قول الله تعالى: ﴿إن رحمة الله قريب﴾، و4/144، في القدر، باب وكان أمر الله قدرًا مقدورًا، و4/152، في الأيمان، قول الله تعالى: ﴿وأقسموا بالله جهد أيمانهم﴾. وفي سنن النسائي: 4/21، في الجنائز، الأمر بالحتساب والصبر.

 

([59])  في الأصل: فصل، والمثبت زيادة منا.

 

([60])  هو أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم النجاري الخزرجي الأنصاري، أبو ثمامة أو أبو حمزة، صاحب رسول الله r وخادمه، آخر من مات من الصحابة بالبصرة. توفي سنة 93هـ. الأعلام: 2/24.

 

([61])  الحديث في صحيح البخاري: 1/217، في الجنائز، فضل من مات له ولد فاحتسب، وجاء فيه بلفظ (ما من الناس من مسلم... ثلاث.... الحنث....).

 

وسنن النسائي: 4/24، في الجنائز، من يتوفى له ثلاثة، بلفظ، (.... يتوفى له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث). ولم يخرجه مسلم.

 

([62])  الحديث في صحيح البخاري: 1/217، في الجنائز، فضل من مات له ولد فاحتسب، وجاء فيه بلفظ: (لا يموت لمسلم.. فيلج النار)، وصحيح مسلم: 4/2028، في البر والصلة، فضل من يموت ولد له فيحتسبه، وفي سنن النسائي: 4/25، في الجنائز، من يتوفى له ثلاثة، والسنن الكبرى للبيهقي: 4/ 67.

 

([63])  الحديث الأول لم يخرجه مسلم.

 

([64])  سورة مريم: 71.

 

([65])  في شرح النووي لصحيح مسلم: 16/180 "قال العلماء: تحلة القسم، ما ينحل به القسم، وهو اليمين، وجاء مفسرًا في الحديث أن المراد قوله تعالى: ﴿وإن منكم إلا واردها﴾ وبهذا قال أبو عبيد، وجمهور العلماء، والقسم مقدّر، أي والله إن منكم إلا واردها.

 

وفي جامع الأصول: 9/591 – 592، قال ابن الأثير: "تحلة القسم هي تحلة قوله تعالى: ﴿ وإن منكم إلا واردها﴾، والقسم قوله تعالى: ﴿فوربك لنحشرنهم والشياطين﴾ ، والعرب تقسم وتضمر المقسم به، فوربك وإن منكم إلا واردها ونحو، وقيل معنى الحديث من قول العرب: ضربته تحليلاً وضربته تعزيرًا، إذا لم يبالغ في ضربه، وهذا مثل في القليل المفرط القلة، وهو أن يباشر من الفعل الذي يقسم عليه المقدار الذي يبرّ به، مثل أن يحلف على النزول بمكان، فلو وقع به وقعة خفيفة أجزأه، فتلك تحلة القسم، فالمعنى: لا تمسه النار إلا مسّة يسيرة، مثل تحليل قسم الحالف. وانظر قول ابن الأثير في النهاية: 2/429 – 430.

 

([66])  قال النووي: والمختار أن المراد به المرور على الصراط. شرح صحيح مسلم: 16/180، وفي النهاية: 2/430: "ويريد بتحلته الورود على النار والاجتياز بها".

 

([67])  هو صعد بن مالك بن سنان الخدري الأنصاري الخزرجي، أبو سعيد، (ت 74هـ)، صحابي، كان من ملازمي النبي r. الأعلام: 3/87.

 

([68])  في صحيح مسلم: 4/2028: نأتيك.

 

([69])  في صحيح مسلم: 4/2028: اجتمعن في.

 

([70])   في صحيح مسلم: 4/2028 – 2029: "فقالت امرأ’: واثنين واثنين واثنين" فقال رسول الله r : (واثنين واثنين واثنين).

 

([71])  الحديث رواه البخاري في صحيحه: 1/217، في الجنائز، فضل من مات له ولد فاحتسبه، وجاء فيه بلفظ: أن النساء قلن للنبي r: اجعل لنا يومًا، فوعظهن وقال: (أيما امرأة مات لها ثلاثة من الولد كانوا حجابًا من النار)، قالت امرأة: واثنان؟ قثال: (واثنان) ورواه أيضًا في صحيحه: 4/263، في الاعتصام بالسنة، تعليم النبي أمته من النساء والرجال، ورواه مسلم في صحيحه: 4/2028 – 2029، في البرلا والصلة، فضل من يموت له ولد، ورواه النسائي: 4/23 – 24، في الجنائز، ثواب من احتسب ثلاثة، وجاء فيه بلفظ: (من احتسب ثلاثة من صلبه دخل الجنة)، فقامت امرأة فقالت: (أو اثنان؟) قال: أو أثنان، قالت المرأة: يا ليتني قلت واحدًا"، وابن أبي شيبة في المصنف: 3/353، والإمام أحمد في المسند: 3/34، 122، 4/154، 6/27، 29.

 

([72])  في الأصل: فصل والمثبت زيادة منا.

 

([73])  الحديث في صحيح البخاري: 1/218، في الجنائز، قول الرجل للمرأة عند القبر اصبري، وفي: 1/222، في الجنائز، زيارة القبور، وفي صحيح مسلم: 2/637 – 638، في الجنائز، باب الصبر على المصيبة عند الصدمة الأولى.

 

والصبر عند الصدمة الأولى: أي عند قوة المصيبة وشدّتها. النهاية: 3/19.

 

([74])  هو عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوي، أبو حفص (ت23هـ)، ثاني الخلفاء الراشدين، وأول من لقب بأمير المؤمنين، الصحابي الجليل الشجاع، صاحب الفتوحات، وهو أول من وضع للعرب التاريخ الهجري. قتله أبو لؤلؤة الفارسي غيلة. الأعلام: 5/45.

 

([75])  الحديث في صحيح البخاري: 1/224، في الجنائز، ما يكره من النياحة على الميت بلفظه، وفي صحيح مسلم: 2/639، في الجنائز، الميت يعذب ببكاء أهله عليه، بلفظ: (الميت يعذب في قبره بما نيح عليه). وفي البخاري: 1/223، بلفظ: (إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه) وكذا في سنن أبي دجاود: 3/194، في الجنائز، باب في النوح، وسنن النسائي: 4/17، في الجنائز، النياحة على الميت.

 

([76])  الحديث رواه البخاري في صحيحه: 1/225، في الجنائز، باب ليس منا من شق الجيوب بلفظ: (ليس منا من لطم...) وفي باب ما ينهي من الويل ودعوى الجاهلية، بلفظه. ومسلم: 1/99، في الإيمان، تحريم ضرب الخدود وشق الجيوب، وابن ماجة: 1/504، في الجنائز، النهي عن ضرب الخدود، والترمذي: 3/380، في الجنائز، النهي عن ضرب الخدود والنسائي: 4/19، في الجنائز، دعوى الجاهلية، و4/20، في الجنائز، ضرب الخدود، ورواه عنهم السيوطي في كتابه إسبال الكساء: 63، بتحقيقنا.

 

([77])  هو أبو بردة بن قيس الأشعري، أخو أبي موسى الأشعري، واسمه عامر. وهو أبو بلال بن أبي بردة، أمير البصرة وقاضيها. أسد الغابة: 6/29.

 

([78])  مرة ترجمته.

 

([79])  الحديث رواه البخاري: 1/225، في الجنائز، ما ينهي من الخلق عند المصيبة، وجاء فيه بلفظ: "وجع أبو موسى وجعًا فغشي عليه، ورأسه في حجر امرأة من أهله، فلم يستطع أن يرد عليها شيئًا، فلما أفاق قال: أنا بريءً ممن برئ منه رسول الله r، إن رسول الله r برئ من الصالقة والحالقة والشاقة"، ومسلم: 1/100، في الإيمان، تحريم ضرب الخدود، والنسائي: 4/20، في الجنائز، السلق، بلفظ: "أبرأ إليكم كما برئ إلينا رسول الله r، ليس منا من حلق ولا خرق ولا سلق"، وفيه أيضًا في باب الحلق، بلفظ: "ألم أخبركم أني برئ ممن برئ منه رسول الله r وكان يحدثها أن رسول الله r قال: (أنا برئ ممن حلق وخرق وسلق)، وأبو داود: 3/496، في الجنائز، ما جاء في النوح.

 

([80])  في النهاية: 3/480 "الصلق: الصوت الشديد، يريد رفعه في المصائب وعند الفجيعة بالموت، ويدخل فيه النوح، ويقال بالسين، وفي النهاية: 2/391، "سلق: رفع صوته عند المصيبة، وقيل: هو أن تصكَ المرأة وجهها وتمرشه".

 

([81])  النهاية: 1/427.

 

([82])  إسبال الكساء للسيوطي، بتحقيقنا: 64.

 

([83])  هي أم عطية، نسيبة بنت الحارث، وقيل بنت كعب، صحابية، مشهورة باسمها وكنيتها، روت عن النبي r وعمر، وعنها أنس بن مالك ومحمد وحفصة ابنا سيرين وغيرهم، وقد غزت مع النبي r سبع غزوات، حديثها في الكتب الستة.

 

([84])  الحديث في صحيح البخاري: 1/227، في الجنائز، ما ينهي عن النوح والبكاء، وجاء فيه: عن أم عطية قالت: أخذ علينا النبي r عند البيعة ألا ننوح، فما وفت منا امرأة غير خمس نسوة، أم سليم، وأم العلاء، وابنة أبي سبرة، امرأة معاذ وامرأتين أو ابنة أبي سبرة، وامرأة معاذ، وامرأة أخرى، وصحيح مسلم: 2/645، في الجنائز، التشديد في النياحة.

 

([85])  هو المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود الثقفي، يكنى أبا عيسى، أسلم عام الخندق، وشهد الحديبية، ولي البصرة لعمر، (ت 50هـ). أسد الغابة: 5/247.

 

([86])  في الأصل: من يُنح عليه... بما ينح عليه، والمثبت من البخاري: 2/224، ومسلم: 2/643.

 

([87])  الحديث في صحيح البخاري: 1/224، في الجنائز، ما يكره من النياحة على الميت، وجاء فيه جزءًا من حديث هو بتمامه: عن المغيرة رضيب الله عنه قال: سمعت النبي r يقول: (إن كذبًا عليّ ليس ككذب على أحد، من كذب عليّ متعمدًا فليتبوّأ مقعده من النار)، سمعت النبي r يقول: (من نيح عليه يعذّب بما نيح عليه)، وفي صحيح مسلم: 2/543، في الجنائز، الميت يعذب ببكاء أهله عليه.

 

([88])  هو النعمان بن بشير بن ثعلبة بن سعد بن خلاس الأنصاري، ولد قبل وفاة الرسول بثماني سنين وسبعة أشهر، أول مولود للأنصار بعد الهجرة، لأبويه صحبة، روى عنه أبناه محمد وبشير والشعبي وغيرهم. أسد الغابة: 5/326.

 

([89])  هو عبد الله بن رواحة بن ثعلبة الأنصاري، من الخزرج، أبو محمد( ت 8هـ)، صحابي، يعد من الأمراء والشعراء الراجزين، كان يكتب في الجاهلية، وكان أحد الأمراء في وقعة مؤتة، واستشهد فيها. الأعلام: 4/86.

 

([90])  في الأصل: قلت لي شيئًا، والمثبت من البخاري: 3/59، في المغازي، غزوة مؤتة.

 

([91])  في الأصل: كذاك، والمثبت من البخاري: 3/59.

 

([92])  الحديث في صحيح البخاري: 3/59، في المغازي، غزوة مؤتة.

 

([93])  اختلف في اسمه فقيل كعب بن مالك، وقيل كعب بن عاصم، وقيل عبيد، وقيل: عمرو، وقيل: الحارث، يعدّ في الشاميين، قدم في السفينة مع الأشعريين على النبي r، له صحبة. أسد الغابة: 6/272.

 

([94])  جزء من حديث رواه مسلم: 2/644، في الجنائز، التشديد في النياحة، والحديث بتمامه: قال رسول الله r: (أربع في أمتي من أمور الجاهلية، الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة، وإنّ النائحة إذا لم تتب قبل موتها...) ورواه ابن ماجة: 1/503، في الجنائز، النهي عن النياحة، ولفظة: (النياحة من الجاهلية، وإن النائحة إذا ماتت، ولم تتب، قطع الله لها ثيابًا من قطران، ودرعًا من لهب النار)، والحاكم في المستدرك: 1/383، وأبو يعلى في المفاريد: 87، والترمذي: 3/382، في الجنائز، كراهية النوح، والديلمي في فردوس الأخبار: 5/61، بدون "لم تتب"، والمنذري في الترغيب والترهيب: 4/351، والسيوطي في إسبال الكساء: 59، بتحقيقنا.

 

([95])  الحديث في صحيح البخاري: 1/226، في الجنائز، ابكاء عند المريض، وجاء فيه : اشتكى سعد بن عبادة شكوى له، فأتاه النبي r يعوده مع عبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم، فلما دخل عليه فوجده في غاشية أهله، فقال: (قد قضي؟) قالوا: لا، يا رسول الله، فبكى النبي r، فلما رأى القوم بكاء النبي r بكوا، فقال: (ألا تسمعون، إن الله لا يعذب.. وإن الميت يعذّب ببكاء أهله عليه)، وفي صحيح مسلم: 2/636، في الجنائز، البكاء على الميت، وبدون (إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه).

 

([96])  هو أسيد بن مالك بن ربيعة بن البدن الخزرجي.

 

([97])  الحديث في سنن أبي داود: 3/194، في الجنائز، في النوح، وجاء فيه بلفظ: "وأن لا ننشر" بدل "ولا ننشر"، وفي الترغيب والترهيب: 4/453، والسنن الكبرى، للبيهقي: 4/64، وفي التهذيسب: 3/238، قال بعد أن ذكر رواية أبي داود: أظنه غير البراد، فإنّ البراد ليس له شيء عن الصحابة، وإن يكنه، فإن روايته عن المرأة منقطعة. وفي تفسير ابن كثير: 8/128، أنه البراد. ورواه السيوطي عن أبي داود في اسبال الكساء: 63.

 

([98])  إسناده عند أبي داود: حدثنا مسدد، ثنا حميد بن الأسود ثنا الحجاج عامل لعمر بن عبد العزيز على الربذة، حدثني أسيد بن أبي أسيد... به".

 

([99])  في الأصل: يلهذانه، والمثبت من سنن أبن ماجة، ومن الترمذي.

 

([100])  في الأصل: أنت، والمثبت من الترمذي.

 

([101])  الحديث بلفظه في سنن ابن ماجة: 1/508، في الجنائز، ما جاء في الميت يعذب بما نيح عليه، وسنن الترمذي: 3/383، في الجنائز، كراهية البكاء على الميت، وجاء فيه بلفظ: باكية بدل باكيهم، وبلفظ: "أهكذا كنت" بدل "أهكذا أنت". "أو نحو ذلك" بدل: ونحو ذلك، وكذا في الفتح الكبير: 3/122، والترغيب والترهيب: 4/349.

 

والحديث في التلخيص لابن حجر: 2/140، بلفظ: "إلا ويلزمه ملكان "بلهازمه" بدل: "يلهزانه".

 

([102])  في النهاية: 4/281، "اللهز: الضرب بجمع الكف في الصدر، ويلهزانه: يدفعانه ويضربانه، ولهزه بالرمح؛ إذا طعنه به".

 

([103])  صحيح مسلم: 1/82، في الإيمان، إطلاق اسم الكفر على الطعن في النسب، وفردوس الأخبار: 23/138، 2/163، والترغيب والترهيب: 4/439، وإسبال الكساء: 60. بتحقيقنا.

 

([104])  في الأصل: قضي.

 

([105])  هو عبد الله بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي، أبو بكر (ت73هـ)، فارس قريش في زمنه، وأول مولود في المدينة بعد الهجرة، بويع له بالخلافة سنة 64هـ. عقيب موت يزيد بن معاوية، فحكم مصر والحجاز واليمن وخراسان والعراق. كانت له مع الأمويين وقائع هائلة، قتل في مكة. الأعلام: 4/87.

 

([106])  في المعارف: 259، وتاريخ الطبري: 6/325، وتاريخ ابن خياط: 265، والعبر: 1/76: "سمي هذا الطاعون بالطاعون الجارف". وجاء في تاريخ الطبري: 6/325 أنه وقع سنة 80 للهجرة.

 

([107])  هو عبد الرحمن بن أبي بكرة، "نفيع بن الحارث" الثقفي، من أعيان التابعين، استخلفه زياد أمير البصرة على بعض أعمالها، وتوفي فيها سنة 96هـ. الأعلام: 3/302.

 

([108])  التعازي والمراثي: 209، وسلوة الحزين: 81.

 

([109])  في سلوة الحزين: 81، "ثلاثة وثلاثون. وفي إحدى المخطوطات: 83، والتعازي والمراثي: 209، وفي تاريخ ابن خياط: 265، قال: "مات فيه أولاد لأنس بن مالك كثير عددهم".

 

([110])  هو معاوية بن قرة بن إياس.

 

([111])  في الأصل: بابًا إلا وجدته، والمثبت من النسائي: 4/118.

 

([112])  ساقط من الأصل، والزيادة من النسائي: 4/118.

 

([113])  في الأصل: بل هو أحب إلي، والمثبت من النسائي: 4/118.

 

([114])  في الأصل: فذلك لك، والمثبت من النسائي: 4/118.

 

([115])  الحديث في سنن النسائي: 4/118، في الجنائز، في التعزية، وجاء فيه: السند: أخيرنا هرون بن زيد وهو ابن أبي الزرقاء قال: حدثني أبي قال: حدثنا خالد بن ميسرة قال: سمعت معاوية بن قرة عن أبيه قال: كان نبي الله r إذا جلس يجلس إليه نفر من أصحابه، وفيهم رجل له ابن صغير يأتيه من خلف ظهره، فيقعده بين يديه، فهلك، فامتنع الرجل أن يحضر الحلقة لذكر ابنه فحزن عليه، ففقده النبي r فقال: (ما لي لا أرى فلانًا؟) قالوا: يا رسول الله، بنيّه الذي رأيته هلك، فلقيه...". وفي السنن الكبرى للبيهقي: 4/59 – 60، وفي المستدرك: 1/384، وصححه ، وفي المسند: 5/35.

 

([116])  هو زيد بن سهل بن الأسود البخاري الأنصاري، أبو طلحة (ت 34هـ)، صحابي من الشجعان الرماة المعدودين في الجاهلية والإسلام، ولما ظهر الإسلام كان من كبار أنصاره. الأعلام: 3/58.

 

([117])   ساقطة من الأصل، والمثبت من صحيح مسلم: 3/1690.

 

([118])   في الأصل: قالت أم الصبي، والمثبت من صحيح مسلم: 3/1690.

 

([119])   هي أم أنس بن مالك، قبل اسمها سهلة، وقيل رميلة، وقيل رميثة، وقبل: مليكة، والغميصاء والمريصاء بنت ملحان بن خالد بن زيد الأنصارية، كانت تحت مالك بن النضر في الجاهلية، فغضب عليها فخرج ومات في الشام، وخطبها أبو طلحة، وهو مشرك، فكان مهرها إسلامه. أسد الغابة: 7/345.

 

([120])   في الأصل، ما، والمثبت من صحيح مسلم.

 

([121])   في الأصل، ما، والمثبت من صحيح مسلم.

 

([122])   في الأصل، ما، والمثبت من صحيح مسلم.

 

([123])   ساقط من الأصل، والزيادة من صحيح مسلم: 3/1690.

 

([124])   الحديث بلفظه في صحيح مسلم: 3/1690، في الآداب، استحباب تحنيك المولود عند ولادته. وفي صحيح البخاري: 1/226، في الجنائز، من لم يظهر حزنه، وفي صحيح مسلم: 4/1909، في فضائل الصحابة، من فضائل أبي طلحة.

 

([125])   هو سفيان بن عيينة بن ميمون الهلالي الكوفي، أبو محمد (ت198هـ)، محدّث الحرم المكي، من الموالي، ولد بالكوفة، وسكن مكة، وتوفي بها، كان حافظًا ثقة، واسع العلم، كبير القدر. له الجامع في الحديث، وكتاب في التفسير. الأعلام: 3/105.

 

([126])   زيادة من صحيح البخاري: 1/226.

 

([127])   صحيح البخاري: 1/226، في الجنائز، من لم يظهر حزنه.

 

([128])   ساقط من الأصل، والزيادة من صحيح مسلم: 4/1909.

 

([129])   ساقط من الأصل، والزيادة من صحيح مسلم: 4/1909.

 

([130])   في الأصل: كانت، والمثبت من صحيح مسلم: 4/1909.

 

([131])   في الأصل: قوم.

 

([132])   في الأصل: ثم قال.

 

([133])   في الأصل: حتى إذا تلطخت.

 

([134])   ساقط من الأصل، والزيادة من صحيح مسلم.

 

([135])   صحيح مسلم: 4/1909، في فضائل الصحابة، من فضائل أبي طلحة، وتتمة الحديث فيه: "قال: فكان رسول الله r في سفر، وهي معه، وكان رسول الله r إذا أتى المدينة من سفر لا يطرقها طروقًا، فدنوا من المدينة، فضربها المخاض، فاحتبس عليها أبو طلحة، وانطلق رسول الله r ، قال: يقول أبو طلحة: إنك لتعلم يا رب إنه يعجبني أن أخرج مع رسولك إذا خرج، وأدخل معه إذا دخل، وقد احتبست بما ترى. قال: تقول أم سليم: يا أبا طلحة، ما أجد الذي كنت أجد، انطلق، فانطلقنا، قال: وضربها المخاض حين قدما، فولدت غلامًا، فقالت لي أمي: يا أنس، لا يرضعه أحد حتى تغدو به على رسول الله r، فلما أصبح احتملته فانطلقت به إلى رسول الله r، فصادفته ومعه ميسم، فلما رآني قال: (لعلّ أم سليم ولدت؟) قلت: نعم، فوضع الميسم، قال: وجئت به فوضعته في حجره، ودعا رسول الله r بعجوة من عجوة المدينة، فلاكها في فيه، حتى ذابت، ثم قدفها في في الصبي، فجعل الصبي يتلمظها، قال: فقال رسول الله r: (انظروا إلى حب الأنصار التمر) قال: فمسح وجهه وسماه عبد الله.

 

([136])   في الأصل: بنت، وهو تحريف. فهو جويرية بن أسماء بن عبيد بن مخارق أبو مخارق الضبعي. التهذيب: 5/172.

 

([137])   تستر أعظم مدينة بخوزستان. معجم البلدان: 2/29.

 

([138])   في التعازي: 46، "قد حضر أمرهم".

 

([139])   في التعازي: 46، "أمقبلين أم مدبرين".

 

([140])   في التعازي: 46، "بل مقبلين".

 

([141])   في التعازي: 46، "فقالت".

 

([142])   في التعازي: 46، "وأمي وأبي" والقصة فيه.

 

([143])   الذمار: ذمار الرجل هو كل ما يلزمك حفظه وحياطته وحمايته، وإن ضيعه لزمه اللوم، ويقال: ما وراء الرجل مما يحقّ عليه أن يحميه. تاج العروس: 11/388.

 

([144])   هو ميمون بن مهران الرقي، أبو أيوب (ت117هـ)، فقيه من القضاة، كان مولى لامرأة بالكوفة، وأعنفته، ثم استوطن الرقة، واستعمله عمر بن عبد العزيز على خراجها، وكان ثقة في الحديث، كثير العبادة. الأعلام: 7/342.

 

([145])   هو عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي القرشي، أبو حفص، (ت 101هـ) الخليفة الصالح، والملك العادل، أخباره في عدله وحسن سياسته كثيرة، نشأ في المدينة. الأعلام: 5/50.

 

([146])   هو عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز، أمير أموي، عاش ملازمًا لأبيه، كان من أحب الناس إليه، مات قبل وفاته سنة 101هـ. الأعلام: 4/161.

 

([147])   في التعازي: 58 "ننتظره".

 

([148])   الخبر في التعازي: 57 – 58. وفي تسلية أهل المصائب: 168، معزوًا لابن أبي الدنيا عن ميمون بن مهران، وفي ارتياح الأكباد: ق 127، وفيه ق: 132، ومات لبعض الصالحين ولد فلم يجزع عليه، فقيل له في ذلك، فقال: هذا أمر كنا نتوقعه. فلما وقع لم نكرهه.

 

([149])   الخبر في تسلية أهل المصائب: 166، وفي التعازي: 58. وفي ارتياح الأكباد: ق: 126، "رحمك الله يا بني فقد كنت برًا بأبيك، والله ما زلت مسرورًا بك منذ وهبك الله لي".

 

([150])   هو مسلمة بن عبد الملك بن مروان بن الحكم (ت 120هـ)، أمير قائد، من أبطال عصره، له فتوحات مشهورة، ولي إمرة العراقين ثم أرمينية، الأعلام: 7/224.

 

([151])   في التعازي: 58 ما أتت على ساعة أنا بك فيها أسر مني بك من ساعتي هذه.

 

([152])  في  التعازي: 58 – 59، وفي ارتياح الأكباد: ق 124، وجاء فيه عن آخر، ويلفظ : ولقد عمرت بك مسرورًا، أنا بك فيها أسر مني بك من ساعتي هذه.

 

([153])   هو محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع الهاشمي القرشي المطلبي أبو عبد الله (ت 204هـ) أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة، وإليه نسبة الشافعية كلها. له: الأم والمسند في الحديث، وغيرها كثير. الأعلام: 6/26.

 

([154])   في مناقب الشافعي للبيهقي: 2/89، وفي تسلية أهل المصائب: 164، وجاء فيه: ومات ابن للشافعي رحمه الله فجاؤوا يعزونه فأنشد. ولم نجد البيت في ديوانه، وفي برد الأكباد بتحقيقنا: 53.

 

([155])   في فضل الجلد بتحقيقنا: 56، فجزع عليه جزعًا شديدًا حتى امتنع عن الطعام والشراب.

 

([156])   في فضل الجلد: 56: فبلغ ذلك محمد بن إدريس الشافعي فكتب إليه: أما بعد.

 

([157])   في فضل الجلد: 56، أما بعد، فعزّ نفسك.

 

([158])   في الأصل: أقضّ والمثبت من فضل الجلد: 56: ومن برد الأكباد: 51.

 

([159])   في فضل الجلد: 56 " مع حرمان".

 

([160])   في فضل الجلد: 56 "على".

 

([161])   في فضل الجلد: 56 "وأقول".

 

([162])   الخبر في فضل الجلد: 56 – 57 معزوًا للبيهقي في الشعب عن محمد بن عيسى الزاهد، وفي تسلية أهل المصائب: 164، معزوًا للبيهقي في مناقب الشافعي ويلفظه كما جاء في كتابنا هذا، وفي برد الأكباد: 51، وجاء فيه الخبر معزوًا للحاكم أبي عبد الله عن أبي عبد الله محمد بن أبي إبراهيم المؤذن. وفيه: وفي غير رواية الحاكم: "فتناول حظك يا أخي، إذا قرب منك قبل أن تطلبه، وقد بعد عنك ألهمك الله عند المصائب صبرًا، وأجزل لنا ولك بالصبر أجرًا".

 

ومناقب الشافعي: 2/90 – 912، وفي المستطرف: 2/303، وفي سلوة الحزين: 116 – 117، معزوًا للبيهقي.

 

وفي معجم الأدباء: 6/385، وفي العقد الفريد: 3/310، ونسب فيه البيتين لمحمد ابن عبد الله الظاهر يعزي المتوكل بولده.

 

والبيتان في ديوان الشافعي: 148.

 

([163])   في الأصل: صلاة، والمثبت من تسلية أهل المصائب: 169.

 

([164])   كلمة هداية غير مذكورة في تسلية أهل المصائب.

 

([165])   الخبر في تسلية أهل المصائب: 169 – 170.

 

([166])   زيادة من مسند الشافعي: 1/216، ودلائل النبوة: 7/ 268.

 

([167])   أخرجه الشافعي في مسنده: 1/216، ونقله البيهقي عنه في دلائل النبوة: 7/268، وجاء فيه: عن القاسم بن عبد الله بن عمر بن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده به" وقال البيهقي: هذان الأسنادان وإن كانا ضعيفين فأحدهما يتأكد بالآخر، ويدلك على أن له أصلاً من حديث جعفر. حيث أخرجه أيضًا قال: وحدثنا أبو عبد الله الحافظ، قال أخبرنا أبو جعفر البغدادي قال: حدثنا عبد الله بن المرتعد الصنعاني، قال: حدثنا أبو الوليد المخزومي، حدثنا أنس بن عياض عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر ابن عبد الله به، والمستدرك: 3/58، قال: ونقله بدون عزو في سلوة الحزين: 116. وفي السيرة النبوية لابن كثير: 4/550، "وهذا الحديث مرسل، وفي إسناده ضعف بحال القاسم العمري هذا، فإنه قد ضعفه غير واحد من الأئمة، وتركه بالكلية آخرون".

 

وجاء إسناده فيه: أخبرنا أبو جعفر.

 

([168])   سورة الأنفال: 15.

 

([169])   زيادة يقتضيها السياق.

 

([170])   سورة القصص: 88.

 

([171])   سورة الرحمن: 26 – 27.

 

([172])   سورة الأنبياء: 34 – 35.

 

([173])   سورة الزمر: 30 – 31.

 

([174])   في الأصل: نعليه، والتصويب من صحيح البخاري: 4/127.

 

([175])   الحديث في صحيح البخاري: 4/127، في الرقاق، الجنة أقرب إلى أحدكم، وفي المسند: 1/387، 413، 442، وفي فردوس الأخبار: 2/189. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق